| اكبر موضوع و تغطية شاملة حول معركة منظمة اليونسكو و خسارة الوزير المصرى فاروق حسنى | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
mo7amed Admin
تاريخ التسجيل : 26/11/2008 عدد الرسائل : 2000 العمر : 34 الدولة : مصر العلم : المزاج : الاوسمه : نقاط : 4070 السٌّمعَة : 18 دعاء :
| موضوع: اكبر موضوع و تغطية شاملة حول معركة منظمة اليونسكو و خسارة الوزير المصرى فاروق حسنى 2009-09-25, 5:26 pm | |
|
رحبت المنظمات اليهودية فى العالم بخسارة فاروق حسنى، وزير الثقافة، فى انتخابات اليونسكو، معتبرة ذلك (انتصاراً للعقل والتفاهم الدولى)، فى الوقت الذى حرص فيه (حسنى) على التأكيد أن نتيجة انتخابات اليونسكو كانت (خيانة)، والدعوة إلى تجاوز المسألة لمتابعة المشروعات الثقافية الكبرى فى مصر، معلنا أن الرئيس مبارك قال له تعليقاً على النتيجة: (ارمى ورا ضهرك). ووصف حسنى، فى تصريحات صحفية عقب وصوله مطار القاهرة، أمس، ما حدث فى الجولة الخامسة والأخيرة من الانتخابات على منصب مدير عام اليونسكو بأنه (لعبة قام بها يهود أمريكا بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية التى دائماً تتشدق بالديمقراطية والشفافية)، وقال: (ما حدث خيانة بكل المقاييس تم طبخها فى نيويورك قبل الانتخابات بأسبوع، حيث كان هناك اجتماع للمجموعة الأوروبية). وأضاف: (لقد تم تسييس المنظمة، وخرجت عن مضمونها)، مستطرداً: (خضنا معركة رائعة لكن كانت هناك خيانة فى صوتين، كما أن بعض دول الجنوب خانت مصر). وتابع: (نحن تجاوزنا المسألة وحصلنا على صداقات كبيرة، وأمامنا مشاريع كبيرة نكملها مثل المتحف الكبير ومتحف الحضارة). وأكد وزير الخارجية الإيطالى فرانكو فراتينى أن بلاده (تجد صعوبة فى فهم دواعى إحباط فوز حسنى بالمنصب)، مشيرا الى أن روما صوتت للمرشح المصرى خلال الجولات الخمس للانتخابات. بينما اعتبرت المنظمات اليهودية والمثقفون الذين عملوا ضد ترشيح حسنى نتيجة الانتخابات (انتصاراً للعقل). وقال مركز سايمون فيزنتال، المنظمة اليهودية التى تنشط ضد معاداة السامية، إن فوز المرشحة البلغارية هو (انتصار للعقل فى جو من الانفتاح ضد جو الخوف). وقال الكاتب إيلى فيزل، حائز نوبل للسلام، إن (اليونسكو نجت من فضيحة ومن كارثة أخلاقية)، متهماً حسنى (بتنظيم عملية فرار المجموعة الفلسطينية المسلحة التى احتجزت ٤٥٠ شخصاً على متن السفينة أكيلى لاورو عندما كان دبلوماسيا فى روما، عام ١٩٨٥). من سقط فى (اليونسكو)؟!
على طريقة (صموئيل هنتنجتون)، صاحب نظرية صراع الحضارات، أدارت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا انتخابات منظمة اليونسكو.. فأحالوا المنظمة الدولية، التى ترفع لواء الثقافة الإنسانية وقيم التسامح والتعايش بين الشعوب، إلى ساحة لـ(الحرب الصليبية)، فقط لأن فاروق حسنى مرشح عربى مسلم، ويمثل دولة كبرى فى الشرق الأوسط، كل جريمتها فى نظر الغرب أنها ترفض أن تعيش فى جلباب إسرائيل! كان مشهداً مدهشاً ومثيراً للذهول أن تشهد منظمة اليونسكو، لأول مرة فى تاريخها، منافسة انتخابية تشبه (الحرب).. الصحف الغربية ذاتها عبرت عن هذه الدهشة بأسئلة تحمل علامة استفهام واحدة: لماذا انشغل العالم كله بمتابعة هذه المعركة لأول مرة فى انتخابات اليونسكو.. لماذا كل هذا الصراع وتلك المؤامرات والصفقات القذرة؟!.. وكانت الإجابة على كل الأسئلة واحدة: إنه المرشح المصرى – العربى – المسلم – الذى رفض التطبيع مع إسرائيل، وعليه أن يدفع الثمن، حتى يتعلم العرب أن (تل أبيب) هى البوابة الوحيدة للمناصب الدولية! غير أن الأسئلة التى تفجرها هذه المعركة أكثر من قدرة فاروق حسنى نفسه على التفسير.. فالرجل حتماً أصابته الصدمة وهو يتفحص عن كثب (الإرهاب الثقافى الأمريكى) ضد الثقافة العربية، لاسيما أن حسنى يمثل المدرسة الليبرالية المصرية، التى تنادى دائماً بالانفتاح على الآخر.. فها هو الآخر يكشف وجهه العنصرى الفاضح دون أى مواربة أو تجميل، وكأنه يريد أن يقول لنا ولفاروق حسنى إن العنصرية متجذرة فى الثقافة الغربية، وأن الآخر سيظل عدواً للغرب، وأن الصراع سيعيش إلى الأبد. أما أمريكا فهى قصة أخرى فى (معركة اليونسكو).. فقد رسب الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى أول اختبار عملى، وكشف عن الوجه الحقيقى للإدارة الأمريكية الذى لا يتغير.. لم يصمد خطاب أوباما الخادع من تحت قبة جامعة القاهرة لعدة أشهر، ولم تفلح كلماته المعسولة فى تجميل وجه بلاده القبيح، فما الفرق بينه وبين إدارة الرئيس كلينتون، التى أطاحت بالدكتور بطرس غالى من الأمم المتحدة.. لا شئ.. بل إن القراءة السياسية الموضوعية تجنح إلى احترام إدارة كلينتون بل وإدارة الرئيس جورج بوش الابن أكثر من (أوباما)، ففى السياسة من الأفضل لك أن تحارب الشيطان بوجهه الحقيقى من أن تأمن لمن يقول لك نحن أصدقاء وحلفاء ثم ينقلب عليك فى أول اختبار حقيقى.. من الأفضل لك كثيراً أن تصارع القاتل وهو يرفع سكيناً فى وجهك، لا أن تصافح شيطاناً يرتدى قناع الملائكة، أو تحضن من تحسبه صديقاً، فيطعنك فى ظهرك وهو يبتسم.. هذا هو أوباما وإدارته.. الوجه الآخر من بوش وإدارته.. خطاب تجميلى لترويج سياسة واحدة.. وإعلان موسيقى راقص لتسويق وجه قبيح فى العالم! لم يعد فى الأمر غموض ولا اختلاف.. فقد كشفت (حرب اليونسكو) أن الشرق سيظل شرقاً، والغرب سيظل غرباً، وأن الغرب سيبقى عدواً للإسلام والعرب حتى لو لم يزل لسان أوباما بعبارة بوش الشهيرة بعد ١١ سبتمبر (إنها الحرب الصليبية).. اسألوا أنفسكم حتى تدركوا الحقيقة: إذا كان فاروق حسنى أحد أبرز دعاة الليبرالية والحوار مع الآخر فى المنطقة العربية واجه هذه الحملة القذرة من أمريكا والغرب، فما بالنا بقضايا وملفات شائكة كثيرة ننتظر حسمها مع الغرب على مائدة (حوار الحضارات)؟!.. إنها الخدعة الكبرى والوهم الدائم بأننا قد نلتقى فى منطقة التسامح والتعايش.. هم ينجحون كل مرة فى ترويج هذه الخدعة بالكلام فقط.. ونحن نصدق كل مرة، حتى نتلقى صفعة جديدة! من الذى سقط فى اليونسكو؟! هذا هو السؤال الأهم الآن.. فى قناعتى أن فاروق حسنى لم يسقط.. وإنما سقط أوباما.. وسقطت مسرحية حوار الحضارات.. وسقطت قيم التسامح والتعايش.. وسقط (خطاب جامعة القاهرة) الذى تجرعناه سماً فى العسل.. ولكى ندرك ذلك بوضوح دعونى أنقل لكم هذه الواقعة: فى اتصال هاتفى بينى وبين أحد أعضاء الوفود العربية المشاركة فى انتخابات اليونسكو، قال لى الدبلوماسى المعروف إن دبلوماسياً غربياً لاحظ أن وجه السفير الأمريكى فى اليونسكو ديفيد كيللين، الذى أدار المعركة ضد فاروق حسنى، تبدو عليه علامات الشحوب، فسأله ببراءة عن السبب، فأجابه السفير ببساطة شديدة: (أنا لم أنم تقريباً منذ أسبوع)، فردّ عليه الدبلوماسى الغربى ساخراً: (هل كل ذلك من أجل إسقاط المرشح المصرى؟)، وانصرف الاثنان دون أن ينطق أحدهما بكلمة أخرى، لأن الإجابة معروفة للجميع.. الآن يغط السفير الأمريكى فى نوم عميق.. ومن المؤكد أنه اتصل أمس برئيسه (باراك أوباما) وقال له كلمتين اثنتين فقط (تمام يا فندم).. ثم ذهب إلى فراشه!!
عدل سابقا من قبل mo7amed في 2009-09-25, 5:45 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
mo7amed Admin
تاريخ التسجيل : 26/11/2008 عدد الرسائل : 2000 العمر : 34 الدولة : مصر العلم : المزاج : الاوسمه : نقاط : 4070 السٌّمعَة : 18 دعاء :
| موضوع: رد: اكبر موضوع و تغطية شاملة حول معركة منظمة اليونسكو و خسارة الوزير المصرى فاروق حسنى 2009-09-25, 5:29 pm | |
| وكالة الأنباء الفرنسية تبرز مانشيت عن خسارة فاروق حسنى وتعتبرها هزيمة لمصر وليس لمرشحها فقط
أبرزت وكالة الأنباء الفرنسية أمس مانشيت عن خسارة وزير الثقافة فاروق حسنى فى انتخابات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الصحافة المصرية وصفت هزيمة حسنى بأنها تأكيد لـ(صراع الحضارات). وألقت الوكالة الضوء على تغطية ومانشيت الصحيفة الذى جاء فيه أن (صراع الحضارات حسم معركة اليونسكو)، ونقلت الوكالة أن (تحالف اللوبى اليهودى مع الولايات المتحدة وأوروبا نجح فى إسقاط مرشح الجنوب فاروق حسنى بعد معركة شرسة خاضها الوفد المصرى بشرف فى مواجهة دول الشمال). ورأت الوكالة أن انتخابات اليونسكو، التى شهدت خمس جولات اقتراع فى سابقة فريدة، هزيمة لمصر وليـس لمرشحها فقط، إذ أرادت القاهرة استخدام حملة وزير الثقافة لإلقاء الضوء على انفتاحها الفكرى وثرائها الثقافى، وقالت الوكالة إن مصر كانت تأمل فى أن يعطى انتخاب حسنى مديراً عاماً لليونسكو إشارة إيجابية من الغرب تجاه العالم الإسلامى.
يهود أمريكا يرحبون بخسارة فاروق حسنى انتخابات (اليونسكو) رحبت منظمات أمريكية يهودية بخسارة وزير الثقافة، فاروق حسنى، فى انتخابات رئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، بعد الجهود الواسعة التى بذلها مؤيدو إسرائيل فى الولايات المتحدة لحث الدول الأوروبية على عدم انتخاب المرشح المصريى. واعتبرت رابطة مكافحة التشهير، إحدى منظمات اللوبى الإسرائيلى النافذة فى الولايات المتحدة، أن خسارة حسنى أمام المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا تمثل (انتصاراً للتفاهم الدولى). وقال إبراهام فوكسمان، مدير المنظمة فى بيان أمس: (إن الدول الـ٥٨ الأعضاء باللجنة التنفيذية لليونسكو، برفضها ترشيح السيد حسنى، تكون قد وضعت أصواتها لصالح استخدام الثقافة والعلوم كوسيلة لتوحيد المجتمع الدولى). وأثنى فوكسمان على موقف الولايات المتحدة والحكومات التى عارضت المرشح المصرى، وقال إن هذه الدول صوتت (رفضاً لما يشجعه السيد حسنى من التحيز والعداوة للانفتاح الثقافى وحرية التعبير). وقادت رابطة مكافحة التشهير جهود المنظمات اليهودية الأمريكية الرافضة لوصول المرشح المصرى لرئاسة اليونسكو، حيث وجهت الرابطة خطاباً مفتوحاً قبيل إجراء الانتخابات للدول الأعضاء فى اليونسكو تطالبها بعدم انتخاب حسنى، وعللت الرابطة رفضها وصول حسنى للمنصب الدولى بأن (له تاريخاً من رفض العلاقات الثقافية مع إسرائيل). وأطلقت المنظمة حملة توقيعات على الإنترنت وإعلاناً فى صحف (نيويورك تايمز) الأمريكية و(إنترناشيونال هيرالد تريبيون)، تطالب فيه قيادات اليونسكو بمعارضة ترشيح حسنى للمنصب. ورحب مركز (سيمون ويزنتال)، وهو منظمة يهودية أمريكية متخصصة فى تعقب الهولوكوست والنازيين، بخسارة فاروق حسنى لصالح المرشحة البلغارية. | |
|
| |
mo7amed Admin
تاريخ التسجيل : 26/11/2008 عدد الرسائل : 2000 العمر : 34 الدولة : مصر العلم : المزاج : الاوسمه : نقاط : 4070 السٌّمعَة : 18 دعاء :
| موضوع: رد: اكبر موضوع و تغطية شاملة حول معركة منظمة اليونسكو و خسارة الوزير المصرى فاروق حسنى 2009-09-25, 5:31 pm | |
| التكتل ضد (حسنى) يعكس رغبة واشنطن فى تطويع المنظمة
فى الثمانينيات، قال أحمد مختار إمبو، المدير العام الأسبق لمنظمة اليونسكو، معقبا على انسحاب الولايات المتحدة من المنظمة، إنه (فى عصرنا الحالى لم يعد من السهل على أحد أن يفرض رأيه على الآخرين ويقضى على إرادة الشعوب)، غير أن محتوى تلك العبارة أصبح محل تساؤل بعد هزيمة الوزير فاروق حسنى فى المعركة الدبلوماسية الشرسة على مقعد المدير العام الجديد للمنظمة الدولية، بسبب الضغوط الأمريكية على مندوبى الدول. ومنذ إنشاء المنظمة كانت الولايات المتحدة الأمريكية عضواً أساسياً فيها، فالشاعر ورجل الدولة أرشيبالد ماكليش كان أوّل أمريكى فى المجلس التنفيذى لليونسكو، ويعد من أهمّ واضعى ميثاقها التأسيسى الصادر فى عام ١٩٤٥، والذى يتضمّن مُعتقدًا مشتركًا (فى تكافؤ الفرص الكامل والمتساوى للتعليم للجميع، وفى السّعى إلى الحقيقة الموضوعيّة من دون أىّ قيدٍ أو شرط وفى التبادل الحر للأفكار والمعرفة)، لكن واشنطن انسحبت من عضوية المنظمة عام ١٩٨٤، وبعد ١٩ عاما من القطيعة عادت مرة أخرى فى أكتوبر٢٠٠٣. وحول أسباب الانسحاب والعودة، قال الدكتور عبدالمنعم المشاط، مدير مركز البحوث والدراسات السياسية فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إن العامل السياسى تدخل كثيرا فى قرار الانسحاب الأمريكى من اليونسكو، حيث رأت إدارة الرئيس ريجان اليمينية أن سياسة الانفراج بين الشرق والغرب التى تتبناها المنظمة تصب فى صالح الكتلة الشرقية، وتسهم فى إضعاف نفوذ وسيطرة الولايات المتحدة فى العالم، وتزايد الشعور داخل إدارة ريجان بفقدان القدرة على التأثير الفعال فى أنشطة المنظمة، وانزعاجها الشديد لدخولها فى نقاشات حول حقوق الإنسان والسلام، ونزع السلاح. وأضاف المشاط أن اليونسكو فى هذا الوقت اعتبرت (الكيان الصهيونى) نوعا من أنواع العنصرية، وأخذت موقفا حادا إزاء القدس والحفائر الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى. وأشار إلى أنه بانسحاب الولايات المتحدة فقدت المنظمة مصدرا مهما للتمويل حيث كانت تساهم بنسبة ٢٥% من ميزانية اليونسكو؛ الأمر الذى أدى إلى تقليص أنشطتها وحدوث خلل فى برامجها؛ غير أن جهود رئيسها السابق السنغالى أحمد مختار إمبو حالت دون توقف المنظمة عن أداء دورها. وأوضح أن اليابان حلت محل الولايات المتحدة وأنقذت المنظمة من الإفلاس، مؤكدا أن الداعم الرئيسى لهيئة الأمم المتحدة ومنظمتها المتعددة فى الوقت الحالى هو اليابان وليس الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن ذلك الأمر ظهر واضحا فى تولى مندوبها كويشيرو ماتسورا منصب مدير عام المنظمة . وقال إن الولايات المتحدة لم تعلن بوضوح عن الأسباب التى دفعتها لقرارها العودة إلى المؤسسة الدولية الأولى المعنية بالشأن الثقافى، موضحا أن الأسباب المعلنة ظلت مزيجا من الحديث الدبلوماسى المضلل، حمدى قنديل يكتب: أعطوه أرفع وسام.. ولكن!
لابد وأن يثير فشل فاروق حسنى فى الوصول إلى رئاسة اليونسكو كثيراً من الأسى، ليس فقط لدى الدولة ولدى مناصريه، ولكن ربما لدى بعض معارضيه من المثقفين المصريين أيضاً، ويزداد الأسى لأنه من وجهة نظر الكثيرين يعتبر واحداً من أنسب الوجوه التى يمكن أن تمثل مصر فى المحافل الدولية، ولأنه (والدولة من ورائه) بذلا جهوداً مضنية فى الحملة الانتخابية، ثم لأن هذه الحملة فائقة التميز (خصوصاً بالمقارنة بحملة مونديال ٢٠١٠ مثلاً)، كادت تصل إلى هدفها لولا ما بدا وكأنه مفاجآت اللحظة الأخيرة. على أنه ليس فى الأمر مفاجأة حقاً، ذلك أن خسارة المنصب المرموق كانت محتملة منذ وقت مضى بسبب الحملة الصهيونية التى اقتنصت كل ما يمكنها اقتناصه من تصريحات فاروق حسنى المرتبكة، خاصة ما يتعلق منها بحرق الكتب اليهودية، وللأسف فقد تورط فاروق حسنى، رغم حنكته الفائقة، فى تراجعات كادت تريق ماء وجهه، ومع ذلك فهى لم تنقذه فى النهاية، ورغم أن الضغوط الصهيونية كانت واسعة النطاق، إن كان سراً فى كواليس الدبلوماسية أو علناً فى وسائل الإعلام، فإن الموقف الأمريكى كان الأكثر فاعلية، ليس فقط لكون الولايات المتحدة القوة الأكبر فى العالم، والمسيطرة على الأمم المتحدة منذ إنشائها، ولكن لأن لها فى اليونسكو نفوذاً خاصاً ينبع من كونها تسهم بربع ميزانية المنظمة، وقد أشهرت هذا السلاح بوقاحة ضد المفكر السنغالى البارز أحمد مختار إمبو، بسبب نضاله المستميت من أجل قضايا العالم الثالث، فانسحبت من اليونسكو فى ثمانينيات القرن الماضى (ومعها بريطانيا وسنغافورة)، وأسقطته فى انتخابات ١٩٨٧ لصالح المرشح الأوروبى، ومنذ ذلك الحين وبسبب التطورات على الساحة الدولية، خصوصاً بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، انصاع الكل رغم تأففهم للنفوذ الأمريكى فى اليونسكو. لكن أمريكا أوباما كانت تبدو هذه المرة كما لو كانت أكثر ذكاء من أمريكا المفضوحة فى الماضى، أمريكا اليوم هى أمريكا الأمس بالطبع، عقيدة الهيمنة ذاتها والتحالف مع إسرائيل نفسه، لكنها اليوم لا تصل إلى هدفها بقفاز الحديد وإنما بخيوط الحرير، وهكذا فهى تتحرك من وراء الأستار، تضمر دون أن تعلن، تذبح دون أن تريق الدم، تحشد المجتمع الدولى من ورائها دون أن ينبس واحد من مسؤوليها فى واشنطن بكلمة، هذه حقيقة لم تكن خافية على أحد، خاصة وقد تداولتها الصحف، وهى حقيقة لابد أن الدولة تعلمها، وإن كانت تعلم فى قرارة نفسها أيضاً أن الأوزان معروفة وأنها لا تستطيع من أمرها شيئاً مع حليفها الذى سئمنا من لقبه المهذب (الحليف الاستراتيجى). تلك هى الضربة الموجعة لنظام الحكم فى فشل فاروق حسنى فى الوصول إلى سدة اليونسكو، لكن الضربة الأخرى التى لا تقل إيلاماً هى أن شريكه فيما يسمى (مسيرة السلام)، إسرائيل، لم تقابل بالتوقير المرجو أيا من مبادرات مصر المخجلة الأخيرة لمسالمتها، خاصة منذ عدوان غزة، ولا احترم رئيس وزرائها العيش والملح فى إفطار شرم الشيخ الرئاسى، فعلت إسرائيل ما فعلته أمريكا تماماً.. سكت مسؤولوها عن الكلام المباح، فى حين واصل أتباعها الضرب على رأس المرشح المصرى، حتى أجهزت عليه أمريكا فى الشوط الأخير من الانتخابات. يضاف إلى هذا، الموقف الأوروبى المراوغ المعهود من العرب وقضاياهم، والذى أحسب أنه انكشف للعامة قبل الخاصة، وبالذات فى مراحل الصراع العربى - الإسرائيلى الأخيرة، وها نحن قد رأينا فى معركة اليونسكو كيف تكتلت أوروبا وراء مرشحة بلغاريا (بعد أن انسحبت المرشحة النمساوية)، حتى فازت برئاسة المنظمة، ولا يعفى أوروبا من المسؤولية أن أربعاً من دولها أعلنت أنها تساند المرشح المصرى، (وإن كنا لا نعلم لمن أعطت أصواتها فى التصويت الذى يجرى سراً بحكم دستور اليونسكو)، على رأس هذه الدول فرنسا، التى بدت فى الأسابيع الأخيرة كما لو كانت أكثر إخلاصاً لمصر من غيرها، وإن كانت العلاقات الدولية لا تعرف ما يسمى الإخلاص.. فهناك المصالح أولاً، ولقد كان من المتوقع أن تتوافق مصالح فرنسا مع مصالح مصر، التى زار رئيسها فرنسا نحو ٥٠ مرة، تعاقب عليها خلالها عدد من الرؤساء الفرنسيين أظهروا له كثيراً من الود، آخرهم ساركوزى، إلا أن ساركوزى هو ألعنهم، فقد وضع مصلحة إسرائيل قبل مصلحة مصر والعرب، خاصة عندما استدرج مصر وعدداً من الدول العربية إلى الانضمام مع إسرائيل إلى اتحاد دول البحر المتوسط، الذى يترأسه مبارك وساركوزى سوياً (وكان أولمرت قد وصف العلاقة بين إسرائيل وفرنسا بأنها تعيش قصة حب منذ وصول ساركوزى إلى الحكم). وقد تحدثت الصحف مؤخراً عن صفقة بين مصر وفرنسا تتعهد فيها فرنسا بمساندة فاروق حسنى مقابل دعم مصرى أكبر وأنشط للاتحاد من أجل المتوسط، ورغم ذلك فلا يمكن أن يتأكد أحد من أن فرنسا طابقت وعدها بالفعل أثناء التصويت. ويعزز من هذه الشكوك أن وزير الخارجية الفرنسى أعلن صراحة أنه معترض على ترشيح فاروق حسنى، وأن الحملة ضده كانت مستعرة فى الإعلام الفرنسى بالذات، وأن المرشحة البلغارية الفائزة فى الانتخابات معروفة بعلاقاتها المتشعبة فى الأوساط الفرنسية منذ عينت سفيرة لبلادها بمقر اليونسكو فى باريس. سواء كان الأمر على هذا النحو أو غيره، فقد حصل ما حصل، هى صدمة ولا شك لمصر، يزيد من إيلام الصدمة أن صفوف الدول الأفريقية الداعمة رسمياً لمصر قد تهاوت منذ بدء الانتخابات، ليس فقط لأن مكانة مصر فى أفريقيا قد امتهنت (وآخر الدلائل على ذلك مشكلة مياه النيل)، ولكن أيضاً لأن مندوبى بعض الدول الأفريقية الفقيرة بالذات سال لعابهم للأسف أمام الرشاوى الأمريكية - الإسرائيلية المغرية، وهو أمر ليس بجديد، إذ إن أروقة اليونسكو تروى منذ زمن حكايات عن الخمسين ألف دولار أو ما يزيد التى منحت لهذا المندوب أو ذاك حتى يتنصل من تعليمات حكومته ويضع ورقة مخالفة لها فى صندوق التصويت السرى. ويضاعف من صدمة مصر أيضاً، أنها كانت تستحق وضعاً فى اليونسكو أفضل مما نراه بكثير (كنت أتولى بين ١٩٧٧ و١٩٨٧ منصب مدير إدارة التداول الحر للمعلومات وسياسات الاتصال، ثم مدير مكتب الاتصال الجماهيرى، وهما أرقى منصبين وصل إليهما مصرى فى مقر المنظمة منذ ذلك الحين)، وربما كانت الصدمة أيضاً للعرب (الذين تولى بعضهم منصب مدير عام مساعد). لكن الصدمة ليست فى المناصب وحدها، بل إن الصدمة الأهم، ولا شك، هى أنه قد انكشفت مرة أخرى أكذوبة الحوار بين الثقافات الذى يمثل الركن الأساسى فى مبررات قيام المنظمة. فها هى أوروبا توحد صفوفها تحت زعامة أمريكا - أوباما الذى أبهر عموم المسلمين بخطابه البراق فى جامعة القاهرة، وما إن جد الجد حتى تنصل من دعوته إلى التصالح مع الإسلام بعد شهور معدودة فقط من إطلاقها، وتلك طعنة فى الصميم، ليست فقط للعرب والمسلمين وإنما لليونسكو ذاتها، تؤكد قصة معادة إلى حد القرف، هى سقوط المبادئ أمام المطامع. ربما يخفف كل هذا من فاجعة فاروق حسنى الشخصية، ولو كان قد درس جيداً تجربة الدكتور بطرس غالى عندما كان سكرتيراً للأمم المتحدة لدورة وحيدة (لم تستطع فيها مصر مؤازرته أمام الإهانات الأمريكية المتبجحة والضغوط الإسرائيلية السافرة)، ولو كان قد تعمق بعض الشىء فى سنوات إدارة الدكتور محمد البرادعى لوكالة الطاقة الذرية (الذى استطاع الصمود لفترة أطول لأنه يحمل جواز سفر نمساوياً إلى جانب جوازه المصرى) لما كان قد تقدم للترشيح لليونسكو أبداً. على أنه مهما كان الأمر فلا فائدة الآن من وراء البكاء على اللبن المسكوب، لقد خرج فاروق حسنى من هذه التجربة بهزيمة مشرفة حقاً، جعلته أكثر تألقاً فى العالم كله وليس فى مصر وحدها، وذلك رغم تناثر الأقاويل حول شقه للجماعة الثقافية المصرية، أو انتقائه لبطانة فاسدة، أو تمثيله لنظام مستبد، ولابد أن أبواباً واسعة ستفتح الآن أمام الفنان التشكيلى المبدع المعروف بطموحه الجامح، والذى أظن أنه سيغادر وزارة الثقافة التى أخلص بعمله الرائع فيها، ولم يعد له بعد ٢٢ عاماً على قمتها أن يقدم جديداً يذكر، يكفى ذلك وزيادة. أما إذا كانت الدولة فوق هذا وذاك تريد أن تكرمه بأكثر مما فعلت، فلا غضاضة فى ذلك، فلتعطوه أرفع وسام أو تولّوه أرقى منصب إذا شئتم.. لكن بالله ليس فى شركات البترول.. تكفينا مرة!! | |
|
| |
mo7amed Admin
تاريخ التسجيل : 26/11/2008 عدد الرسائل : 2000 العمر : 34 الدولة : مصر العلم : المزاج : الاوسمه : نقاط : 4070 السٌّمعَة : 18 دعاء :
| موضوع: رد: اكبر موضوع و تغطية شاملة حول معركة منظمة اليونسكو و خسارة الوزير المصرى فاروق حسنى 2009-09-25, 5:32 pm | |
| خبراء: شكوك حول دور الأصوات الأفريقية فى سقوط فاروق حسنى
أثار فوز البلغارية إيرينا بوكوفا بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو خلال الانتخابات الأخيرة بفارق صوتين عن المرشح المصرى فاروق حسنى الشكوك حول موقف بعض الأصوات الأفريقية (١٣ صوتاً) بالمكتب التنفيذى للمنظمة ووقوفها ضد مصلحة المرشح المصرى. فإعلان منظمة الاتحاد الأفريقى عن دعمها الكامل لـ(حسنى)، لم يمنع دخول ٣ مرشحين أفارقة فى هذه الانتخابات، الأمر الذى أثار التساؤل حول مدى الالتزام بقرار الاتحاد. السفير السابق أحمد حجاج، أصر على أن الدول الأفريقية التزمت جميعها بقرار الاتحاد الأفريقى بدعم حسنى، وقال إن جميع أعضاء الدول الأفريقية فى المكتب التنفيذى أيدته. وأضاف حجاج أن الأمر لا يرتبط بأفريقيا بقدر ما هو حملة (تكتيك انتخابية) نجحت فيها الفائزة البلغارية، نافيا ما تردد عن توحد أصوات الدول الأوروبية وراء بوكوفا، واصفاً الأمر بأنه (غير دقيق)، موضحاً أن هامش الفارق بين المرشح المصرى وبوكوفا يدلل على أن المسألة مجرد حظ وتكتيك انتخابى. ووصف السفير السابق احتمالية وقوف الولايات المتحدة ضد المرشح المصرى من خلال استمالة الدول الأفريقية والأوروبية بأنها (أمر مشكوك فيه)، قائلاً لو أرادت الولايات المتحدة إسقاطه لما سمحت له بالوصول إلى الجولة الخامسة واقتناص ٢٩ صوتاً. واختلف الدكتور إبراهيم نوار، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، حول هذه المسألة قائلاً: (إن ظاهرة التصويت فى منظمات الأمم المتحدة تخضع لاعتبارات كثيرة، فالدولة أو المنظمة الإقليمية ربما تتخذ قراراً، ويخالفه بعض المندوبين فى الانتخابات سواء تحت ضغوط سياسية أو مادية). وحمل نوار، السياسة الخارجية المصرية مسؤولية أى شكوك حول الموقف الأفريقى تجاه المرشح المصرى، وأرجع ذلك إلى أن السياسة الخارجية لا تتذكر أفريقيا إلا عندما تكون فى حاجة إليها، معتبراً أن هناك قصوراً فى التعامل مع الدول الأفريقية منذ الستينيات، مما يجعلهاغير حريصة على فوز المرشح المصرى بالمنصب بشكل كبير.
حلم (اليونسكو) بدأ بـ(نيّة) الرئيس ترشيح (حسنى) وانتهى على صخرة الاتهام بـ(معاداة السامية)
فى يوليو عام ٢٠٠٧ أعلن الرئيس حسنى مبارك عن نيته ترشيح فاروق حسنى، وزير الثقافة، لمنصب مدير عام اليونسكو، وبدا الوزير يتحدث عن التكليف الرئاسى بالمنصب، وعن استعداداته للحملة التى ستبدأ بعد عامين، وعن ضرورة اتفاق العرب على مرشح واحد لأنه إذا حدث هذا فالفوز (مضمون)، اعتقادا منه بأن الغرب سينفذ وعوده ويمد يده للعرب والمسلمين، ويقبل بأن تكون الدورة الحالية من رئاسة اليونسكو بيد المجموعة العربية كما جرى العرف.
وبالفعل حصل وزير الثقافة على التأييد والإجماع العربى والأفريقى أيضا على ترشيحه، وتنازلت المرشحة المغربية لصالحه ليكون هناك مرشح عربى واحد للمنصب رغبة فى تحقيق الفوز.
وبدأت الصحف الأمريكية والإسرائيلية الهجوم على الوزير، الذى كان يعد المرشح الأوفر حظا للفوز بالمنصب، واتهمته بمعاداة السامية، وبرفض التطبيع الثقافى مع إسرائيل، واستغلوا كلمات تفوه بها فى مايو عام ٢٠٠٨، وهو فى طرقات مجلس الشعب تضمنت استعداده لحرق الكتب اليهودية إن وجدت فى المكتبات المصرية، ردا على أحد أعضاء البرلمان الذى ادعى وجود كتب إسرائيلية فى المكتبات.
وحاول حسنى بكل الطرق التنصل من هذه التصريحات، والتأكيد على أنها (تعبير مجازى خرج فى لحظة غضب)، وأنه لا يمكن أن يحرق هذه الكتب أبدا، وأدلى فى يونيو ٢٠٠٨ بحديث لصحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية أوضح فيه أسباب رفضه ورفض المثقفين المصريين التطبيع الثقافى، وأكد أن التطبيع لا يمكن أن يتم إلا إذا تحقق السلام، وأعرب عن استعداده لزيارة إسرائيل فى ذلك الوقت لكن على أن يتم ترتيب الزيارة بشكل جيد، وانضمت لها الولايات المتحدة استجابة لضغط اللوبى اليهودى بها، ووصلت هذه الحملة إلى حد طلب الإدارة الأمريكية السابقة من السفيرة المصرية فى اليونسكو أن تبلغ مصر رغبة واشنطن فى سحب المرشح المصرى، وهو ما عارضته القاهرة.
واستمرت الحملات المضادة لترشيح حسنى مع فتح باب الترشيح رسميا للمنصب الدولى فى مارس الماضى، وزادت الحملة بشكل كبير فى مايو قبل إغلاق باب الترشيح وبدأت الصحف والكتاب اليهود يطالبون بتقدم مرشحين آخرين للمنصب خوفا من فوز حسنى الذى كان المرشح الأوفر حظا للمنصب، وكتب ثلاثة من الكتاب اليهود مقالا نشرته صحيفة لوموند الفرنسية اتهموا فيه حسنى بمعاداة السامية، وحاول الوزير تهدئة الهجوم وكتب مقالا نشره فى الصحيفة نفسها اعتذر فيه عن تصريحات حرق الكتب، وأوضح فيه موقفه من التطبيع الثقافى، لكن كل هذه المحاولات لم تفلح ونجحت آلة الدعاية الإسرائيلية فى دفع مرشحين آخرين للمنصب ليصلوا إلى تسعة مرشحين عند إغلاق باب الترشيح فى ٣١ مايو الماضى.
| |
|
| |
mo7amed Admin
تاريخ التسجيل : 26/11/2008 عدد الرسائل : 2000 العمر : 34 الدولة : مصر العلم : المزاج : الاوسمه : نقاط : 4070 السٌّمعَة : 18 دعاء :
| موضوع: رد: اكبر موضوع و تغطية شاملة حول معركة منظمة اليونسكو و خسارة الوزير المصرى فاروق حسنى 2009-09-25, 5:34 pm | |
| إيرينا بوكوفا دبلوماسية مخضرمة بدرجة شيوعية سابقا
البلغارية إيرينا بوكوفا، التى انتخبت أمس الأول كأول سيدة لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، هى بلغارية شيوعية سابقاً، سطع نجمها الدبلوماسى فى عدة ساحات أبرزها ساحة للقضية الأوروبية خلال عملها كسفيرة لبلادها فى فرنسا.
بوكوفا البالغة من العمر ٥٧ عاما تتميز بالنشاط والحيوية، فهى تعتبر من الشخصيات الأكثر شعبية فى الحزب الاشتراكى (الشيوعى سابقا) الذى يقود المعارضة حالياً، بدأت حياتها السياسية فى وقت مبكر عندما انضمت إلى منظمة الشبيبة فى حقبة الديكتاتورية الشيوعية، وأصبحت من البلغار اللامعين حتى أثناء دراستها، فقد كانت من الطلبة المحظوظين أثناء الحقبة الاشتراكية، وكان والدها رئيس تحرير صحيفة الحزب الشيوعي، وبعد إنهائها الدراسة الثانوية التحقت بمعهد موسكو للعلاقات الدولية الذى كان يعد من المؤسسات الراقية التى تتولى إعداد كوادر الأحزاب الشيوعية، وكان الالتحاق به نوعاً من الامتياز الخاص بالنخبة، ثم حصلت على منحة للدراسة فى جامعة ميريلاند فى الولايات المتحدة، كما التحقت بكلية جون ف. كيندى فى جامعة هارفارد، وعملت بعد تخرجها فى عام ١٩٧٦، فى وزارة الخارجية البلغارية وتدرجت فى مناصب عدة، بينها منصب سكرتيرة ثالثة لدى البعثة الدائمة لبلغاريا فى الأمم المتحدة، وتولت بعد ذلك رئاسة إحدى الدوائر فى وزارة الخارجية ثم سكرتيرة أولى للوزارة. وعند سقوط جدار برلين والتحولات التى تلته فى دول الكتلة الاشتراكية السابقة، قررت بوكوفا خوض المعترك السياسي، فانتخبت عضواً فى البرلمان البلغارى ثم ترشحت لمنصب نائب رئيس الجمهورية عن الحزب الاشتراكى سنة ١٩٩٦.
وبعد ذلك أصبحت بوكوفا أول نائبة لوزير الخارجية والمنسقة الرئيسية لعلاقات بلغاريا مع الاتحاد الأوروبى فى الفترة بين عامى ١٩٩٥ و١٩٩٧ قبل أن تصبح، لفترة وجيزة، وزيرة للخارجية البلغارية من نوفمبر ١٩٩٦ إلى فبراير ١٩٩٧.
محمد سلماوى يكتب: ماذا تحقق لمصر فى انتخابات المدير العام؟
ماذا حدث فى اليونسكو؟ لا أقصد بسؤالى هذا نتائج الانتخابات، وإنما ما هو أهم، وهو الخفايا التى أدت إلى هذه النتائج ومواقف الأطراف التى شاركت فى المعركة - المعلن منها والخفى - والتى حالت ظروف المعركة الانتخابية دون الإفصاح عنها.
لقد شهدت المعركة الانتخابية فى اليونسكو الكثير من الخفايا التى جرت فى الظلام، والعديد من التربيطات التى حدثت فى الخفاء حتى انتقلت أحداث الانتخابات من خشبة المسرح إلى الكواليس الخلفية، وباتت الخشبة لأول مرة شبه خالية أمام الجمهور، وإذا كنا نحاول، بهذه السلسلة من المقالات، الكشف عن مواقف أبطال هذا العرض الخيرين والأشرار، فذلك ليس بهدف الإثارة الصحفية وإنما لوضع كل طرف أمام مسؤوليته والكشف عن كل من استخف بنا، خاضعا بذلك لابتزاز غير شريف من بعض الجماعات ذات الأهداف السياسية المعادية دوماً للعرب والمسلمين.
لقد اختلفت معركة الانتخابات الأخيرة فى اليونسكو - بشهادة الكثير من المراقبين - عن أى معركة سابقة من حيث ضراوة الهجوم على المرشح المصرى والمحاولات المضنية لتسييس المعركة التى يفترض أن تكون من أجل الثقافة ونشر المبادئ الحضارية السامية بين مختلف شعوب العالم، عابرة بذلك كل الحواجز السياسية والخلافات الأيديولوجية.
من هذا المنطلق قبلت دعوة الصديق مجدى الجلاد، رئيس التحرير ، لكتابة هذه المقالات التى أردت بها أن تكون شهادة للتاريخ من قلم عايش القضية منذ كانت فكرة طموحة عام ٢٠٠٧، ثم تحولت إلى واقع حى تجرى أحداثه فى أروقة مبنى اليونسكو العتيد بميدان فونتنواه بقلب باريس، ثم صارت تاريخاً اكتملت أحداثه منذ ساعات.
وبداية أود أن أحدد موقعى من حملة المرشح المصرى الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة، فأنا لم أكن عضواً فى الفريق الرسمى للحملة، والذى ينبغى أن تعود إليه وحده أى إنجازات حققتها الحملة، وهى كثيرة وعظيمة بشهادة العدو قبل الصديق، لكنى كنت من دائرة أصحاب الرأى الذين استأنس المرشح وفريق حملته على مدى السنتين الأخيرتين بما قد يكون لديهم من أفكار، سواء فى التخطيط للحملة أو فى المساهمة فى تحديد أفكارها أو فى تنفيذها على أرض الواقع فى العاصمة الفرنسية.
لذا فإن رؤيتى للأحداث هى رؤية موضوعية تأتى ممن يقف خارج الدائرة الضيقة لفريق العمل الرسمى، لكنه ينتمى بكل قوته لذات الهدف الذى يسعى إليه ذلك الفريق، والذى شارك فيه الشعب المصرى متابعاً عن كثب أحداث الحملة يوماً بيوم، وكأنها إحدى مباريات الكرة العالمية، بل وشارك فيه الوطن العربى كله ومعظم دول العالم الثالث، كما أثبتت أحداث الأيام القليلة الماضية داخل اليونسكو.
إن أولى الصفحات التى تبدت بيضاء ناصعة طوال حملة الانتخابات، والتى وصلت إلى ذروتها فى الأسابيع الأخيرة، هى صفحة المدرسة الدبلوماسية المصرية التى كان لها تواجد قوى ومشرف على أكثر من مستوى فى هذه المعركة، فقد كان مشهد مصر فى اليونسكو، خلال الأسابيع الماضية، مؤكداً لقوة مصر الدولية، حيث بدت مصر دولة كبرى حقاً باتصالاتها وبثقلها السياسى داخل المجموعات الست التى تنقسم إليها دول العالم فى المنظمات الدولية، عربية كانت أو أفريقية أو آسيوية أو أمريكية لاتينية أو أوروبية.
لقد قامت وزارة الخارجية المصرية بجهود عظيمة لا تصدر إلا عن دولة كبرى ذات مؤسسة دبلوماسية قديرة. إن وزير الخارجية المصرى الذى كان قريباً جداً من المعركة فى مختلف مراحلها، ينتمى للمدرسة الدبلوماسية التى لا تعتمد على قدرات الوزير الشخصية وحدها، وإنما معرفته بكيفية استثمار قدرات المؤسسة العريقة التى يترأسها، وهكذا إلى جانب الجهود التى بذلها أحمد أبوالغيط شخصياً - وقد كانت هائلة - كانت هناك جهود أخرى منتشرة فى جميع عواصم العالم من خلال سفراء مصر وبعثاتها الدبلوماسية فى قارات العالم الست، وفى مقدمتها السفارة المصرية فى فرنسا بلد مقر اليونسكو، وسفيرنا القدير هناك ناصر كامل، الذى كانت خطوط اتصاله مفتوحة طوال فترة المعركة مع أعلى المواقع سواء فى الخارجية الفرنسية أو مع قصر الإليزيه الرئاسى، ولم يكن يتوانى عن وضع مستشارى الرئيس الفرنسى أمام مسؤوليتهم وفق ما كانوا قد وعدوا به الحكومة المصرية.
الصفحة البيضاء الثانية هى صفحة الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى، الذى ترأس الوفد المصرى الرسمى فى اجتماعات المكتب التنفيذى لليونسكو، بحكم أن اليونسكو تتبع فى النظام المصرى وزارة التعليم العالى، وقد كانت الانتخابات واحدة من بنود أجندة الاجتماع الأخير.
لقد قامت اجتماعات المجلس التنفيذى لليونسكو قرابة الشهر فجاءت متزامنة تقريباً مع شهر رمضان الكريم، وقد رأيت بنفسى كيف كان د. هانى هلال، الذى أصر على الصيام رغم سفره، يمضى يومه فى اليونسكو منذ الصباح الباكر حتى المساء فى لقاءات ومفاوضات من أجل ترجيح كفة المرشح المصرى، ورأيته يتناول إفطاره فى معظم الأيام بعد أكثر من ساعة من مغرب الشمس الذى يحل فى فرنسا فى حوالى الثامنة مساءً.
لقد بذل الوزير جهوداً مضنية مع الفريق الذى صاحبه فى هذه الرحلة من وزارة التعليم العالى، وقد وصف ياى، رئيس المجلس التنفيذى، د. هانى هلال بأنه صاحب وجه لاعب (البوكر) الذى لا تستطيع أن تتبين من تعبيرات وجهه ما قد يكون فى يده من أوراق، فهو هادئ لا تفارق الابتسامة وجهه لكنه حاسم فى مواقفه.
أما المندوبة الدائمة شادية قناوى فقد كانت هى النحلة التى لا تهدأ، فهى دائمة التنقل لم تترك رئيس وفد من الوفود إلا وتباحثت معه، محاولة استكشاف موقفه ومحاولة كسبه إلى جانب المرشح المصرى.
وهنا ينبغى الإشادة أيضاً بمنسق حملة المرشح المصرى والمتحدث باسمها، وهو حسام نصار، الذى عايش القضية بكل كيانه واستطاع أن يفتح قنوات اتصال مع جميع الأصوات المؤثرة فى الانتخابات، وكانت رؤيته دائماً صائبة بحكم قاعدة المعلومات التى تجمعت لديه والتى أعدها بكل دقة منذ بداية الحملة، وكذلك توقعاته التى كثيراً ما استبق بها الأحداث.
على أن القاعدة الأساسية التى اعتمدت عليها كل هذه الجهود كانت المرشح نفسه الذى طغت شخصيته وغطى حضوره على جميع المرشحين الآخرين بلا استثناء، فما كان يظهر فاروق حسنى فى مبنى اليونسكو حتى يتحلق حوله أعضاء الوفود ويتدافع الصحفيون بأجهزة تصويرهم إلى حيث يقف، وكان هذا مما أثار حنق المدير العام اليابانى الذى أصدر فى اليوم التالى مباشرة قرارا بمنع دخول الصحفيين تماما إلى المبنى، فأصبحوا ينتظرون بكاميراتهم وصول المرشح المصرى أو خروجه على الباب الخارجى للمبنى.
لقد استطاع فاروق حسنى كسب كل من التقى به وجها لوجه بشخصيته المحببة، وقد حدثنى طويلاً مندوب النيجر الدكتور أحمدو مايليلى عن (الكاريزما الشخصية الآسرة) التى يتمتع بها وزير الثقافة المصرى، وقال: لو لم يعتمد الوفد المصرى إلا على ترتيب مقابلات شخصية لفاروق حسنى مع أعضاء الوفود من الـ ٥٨ دولة أعضاء المجلس التنفيذى، لكسبت مصر المعركة بلا حملة انتخابية ولا برامج.
أما على مستوى المضمون فقد جاء البرنامج الذى طرحه فاروق حسنى متميزا عن باقى البرامج، حيث كان أعضاء الوفود يعقدون المقارنات بعد البيانات التى كان يلقيها المرشحون التسعة متضمنة برامجهم، وكان هناك شبه إجماع بين مختلف الوفود على التميز الواضح لبرنامج المرشح المصرى إلى درجة أن الصحافة المعادية لترشيح مصر - وسنتحدث عنها بالتفصيل حين نأتى فى المقالات التالية للصفحات السوداء - لم تستطع مهاجمة بيان وزير ثقافة مصر، فقال بعضهم إن المرشح كان يقرأ ما أعده غيره، بينما يعرف القريبون من حملة الوزير أن كل كلمة فى البيان وكل فكرة فى البرنامج كانت من بنات أفكار فاروق حسنى نفسه، وكانت كثيرا ما تقدم له كلمات مدبجة فكان يستبعدها قائلا إنها لا تنبع منه، ولذلك فهو لن يستطيع إلقاءها.
لقد استطاع فاروق حسنى، بشخصيته وبما قدمه من برنامج متميز، أن يكون هو (المفضل)، حسب وصف الصحافة الفرنسية، وإذا كانت بعض الأطراف قد تكتلت للحيلولة دون وصوله إلى موقع المدير العام، فإن الأغلبية التى حصل عليها بين دول العالم هى بلا شك رصيد لمصر لا يمكن إغفاله.
باختصار.. لقد أردت بهذا المقال الأولى فى سلسلة متصلة حول ما جرى فى اليونسكو أن أنصف مصر.. تلك الدولة الكبرى التى أكدت وجودها على الساحة الدولية بشكل بهر جميع من تابعوا معركة المدير العام الأخيرة وحاز احترامهم، فى الوقت الذى سطرت فيه بعض الدول والأطراف الأخرى صفحات سوداء سنتحدث عنها واحدة واحدة فى المقالات القادمة.
لقد خرج فاروق حسنى من معركة اليونسكو وقد خسر صوتين، لكنه مع كل من تعاون معه فى المعركة وممن ذكرناهم عاليه كسب لمصر رصيداً هائلاً من الاحترام الدولى بمعركة الشرف التى قادها.. أكتب هذه الكلمات وترن فى أذنى أصداء كلمات دمنيك بوديس، رئيس معهد العالم العربى المتابع عن قرب للنشاط الثقافى المصرى، والذى قال لى فى بداية الحملة الانتخابية: (قد ينجح فاروق حسنى فى الفوز باليونسكو لكنكم بذلك تكونون قد خسرتم وزير ثقافة قل أن يوجد مثله)، وقال لى رئيس أحد الوفود العربية: (فاروق حسنى شخصية غير عادية)، ثم أضاف بلهجته المحلية: (ديروا بالكم عليه). | |
|
| |
mo7amed Admin
تاريخ التسجيل : 26/11/2008 عدد الرسائل : 2000 العمر : 34 الدولة : مصر العلم : المزاج : الاوسمه : نقاط : 4070 السٌّمعَة : 18 دعاء :
| موضوع: رد: اكبر موضوع و تغطية شاملة حول معركة منظمة اليونسكو و خسارة الوزير المصرى فاروق حسنى 2009-09-25, 5:36 pm | |
| دم فاروق حسنى!
قبل رمضان بعشرة أيام، أرسلت الإدارة الأمريكية مندوباً جديداً لها فى منظمة اليونسكو فى باريس، ولم يكن إرسال المندوب الجديد خبراً فى حد ذاته، فكل الدول تفعل ذلك، ولكن الخبر حقاً، كان فى أن الرجل، واسمه (ديفيد كيليون) ظل، على مدى أسابيع طويلة، قبل تعيينه، يدعو بقوة، ودون مبرر مفهوم، إلى عدم انتخاب مرشح مصر فى انتخابات المنظمة، التى جرت على خمس جولات، كانت الأولى مساء الخميس الماضى، والخامسة مساء أمس الأول!
وأذكر يومها، أن فاروق حسنى، مرشح مصر، الذى قاد معركتنا بشرف ورجولة، قد تشاءم للغاية، من اختيار (كيليون) تحديداً، ليكون مندوباً لبلاده فى منظمة تهتم بشؤون التربية، والثقافة، والعلوم، ولا شأن لها، بحكم طبيعة عملها، بالسياسة!
وكان الأمل، أن يلتزم «كيليون» حين يتسلم مهام عمله فى المنظمة، بالقيم التى تدعو إليها بلاده، على مستوى العالم، وألا يكون موقفه من المرشح المصرى، فجاً، ووقحاً، ومفضوحاً!
ذلك أنه من حق الولايات المتحدة أن تعترض على ترشيح مصر واحداً من أبنائها، ليكون مديراً لليونسكو، ضمن ثمانية مرشحين آخرين كانوا معه، من شتى الدول، ومن حق مندوب الولايات المتحدة أن يعترض على المرشح المصرى، ومن حقه أيضاً، أن يرفضه، ولكن الذى ليس من حقه مطلقاً، أن يدعو مندوبى الدول الأخرى إلى عدم انتخاب مرشح مصر، وأن يهددهم علناً إذا هم انتخبوه، وهو ما يتناقض صراحة مع المبادئ التى دعا إليها الرئيس أوباما، حين خطب فى جامعة القاهرة ٤ يونيو الماضى، ودعا إلى إرساء قيم الحوار، والتسامح، والعدالة، بين بلاده، وبين العرب والمسلمين!
وقد كان السياق الطبيعى، على مدى الجولات الأربع الأولى، يقول إن المنصب كان من نصيب مرشحنا الذى لم يكن مرشحاً لنا فى القاهرة فقط، بقدر ما كان مرشحاً للعرب، والمسلمين، ثم الأفارقة.. فى الجولة الأولى حصل على ٢٢ صوتاً، من إجمالى ٣٠ صوتاً مطلوبة ليفوز بالمنصب أى مرشح، وفى الثانية حصد ٢٣ صوتاً، وفى الثالثة ٢٥ صوتاً، وفى الرابعة تساوى مع مرشحة بلغاريا، وحصل كل واحد منهما على ٢٩ صوتاً، ولم يكن يتبقى له سوى صوت واحد ليفوز!
وهنا.. شدد المندوب الأمريكى من حملته وراح يتوعد مندوبى الدول، ويمارس ابتزازهم على الملأ، إذا هم أعطوا أصواتهم لفاروق حسنى، الذى حصل فى الجولة الأخيرة على ٢٧ صوتاً، وحصلت البلغارية على ٣١ صوتاً، وفازت!
وحقيقة الأمر أن الموقع جرى انتزاعه منا بقوة الضغط والتهديد، وجرى حرمان مصر، والعرب، وأفريقيا، والعالم الإسلامى من موقع كان من حقهم تماما، بدليل إجمالى الأصوات فى الجولات المتتالية، وكانوا أقرب إليه بمرشحهم من أى مرشح آخر، ولا أعرف ما إذا كان العرب الذين يملكون ٧ أصوات فى المنظمة، من أصل ٥٨ صوتاً، قادرين على الطعن فى الانتخابات، ولا أعرف أيضا ما إذا كان الأفارقة الذين يملكون ١٣ صوتاً يستطيعون الطعن أيضا أم لا..
ولكن ما أعرفه، أن سلوك المندوب الأمريكى، سوف يظل طعنة مباشرة فى صدر كل مصرى، وعربى، وأفريقى، ومسلم، وسوف يظل دم فاروق حسنى معلقاً فى رقبة الإدارة الأمريكية حتى تفسر لنا معنى موقف مندوبها هناك، وهو موقف لم يكن يستند إلى أى عقل أو منطق، وكان يتصرف طول الوقت بحماقة وغطرسة إدارة (بوش) الراحلة!
سياسيون وأدباء: الانتخابات كشفت التناقض بين (كلام) أوباما فى القاهرة وأفعال السياسة الأمريكية
(لقد أتيت إلى القاهرة للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم، استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل، وهى بداية مبنية على أساس حقيقة أن أمريكا والإسلام لا يعارضان بعضهما بعضاً ولا داعى أبدا للتنافس فيما بينهما، بل ولهما قواسم ومبادئ مشتركة يلتقيان عبرها، ألا وهى مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل إنسان).
هذه العبارة كانت جزءا من الكلمة التى ألقاها الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى جامعة القاهرة يوم ٤ يونيو الماضى أثناء زيارته القاهرة، ووقتها راهن كثيرون على بداية جديدة فى العلاقات بين واشنطن والعالمين العربى والإسلامى، وأظهروا تفاؤلا كبيرا بسياسة أمريكية مختلفة فى عهد أوباما، لكن هذه المراهنات وذلك التفاؤل كانا بمثابة أحلام يقظة، سرعان ما أفاق الجميع منها عند أول اختبار جدى للإدارة الأمريكية لتحويل خطاب أوباما من كلمات على ورق إلى فعل على أرض الواقع، حيث أظهرت واشنطن وجهها التقليدى الرافض لتولى عربى مسلم منصبا دوليا، فكان انحيازها المبدئى ضد ترشيح فاروق حسنى، وزير الثقافة، لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، ثم ـ ومع تزايد فرص فوز حسنى بالمنصب بعد جولات التصويت الأولى ـ استخدم سفيرها فى المنظمة السلاح الأمريكى نفسه، وهو (التهديد والوعيد) لمندوبى الدول من إعطاء صوتهم للمرشح المصرى لتفويت فرصة نجاحه. التقت سياسيين وأدباء ومثقفين، فأجمعوا على أن معركة اليونسكو كشفت تناقض إدارة أوباما فيما تروج له من حوار الحضارات، وبين تصرفاتها المستمرة على النهج الأمريكى نفسه فى عهد الإدارات السابقة، مؤكدين أحقية فاروق حسنى فى الفوز بالمنصب الدولى.
الدكتور مصطفى الفقى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، اعتبر أن نتيجة الانتخابات (مؤسفة) بالنسبة للمرشح المصرى، خاصة بعد أن ارتفعت معنويات الوفد المصرى فى اليونسكو بعد نتائج الجولة الأولى.
وقال الفقى إن تربيطات الانتخابات لم تكن مكشوفة بشكل كامل منذ البداية، مشيرا إلى أن انسحاب جميع المرشحين لصالح المرشحة البلغارية أمر لم يكن متوقعا على الإطلاق.
وأوضح أن معارضة الدول الغربية كانت لشخص وزير الثقافة وليس لمصر، لافتا إلى أن معارضة تولى حسنى هذا المنصب كانت نتيجة الترويج على أنه (ضد التطبيع ومعاداة السامية، خاصة أن نتيجة الانتخابات اعتمدت بشكل كبير على التربيطات والتحالفات، وهى حسمت النتيجة لصالح المرشحة البلغارية).
وأكد الفقى عدم وجود وجه للمقارنة بين مكانة وتاريخ وثقافة مصر وبلغاريا، مشددا على أن مصر هى صاحبة الحق الطبيعى فى تولى هذا المنصب، خاصة أن العالم لا يذكر لبلغاريا أى قيمة ثقافية أو حضارية. وأوضح الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مواقف الرئيس الأمريكى أوباما تنكشف بالتدريج، منوها بأنه أعطى صورة مختلفة عند توليه الحكم.
وقال نافعة إنه لا يوجد اختلاف جوهرى فى السياسة الأمريكية الفعلية بين إدارتى أوباما ومن سبقوه، معتبرا أن الاختلاف الحقيقى يكمن فى لغة الحوار فحسب، مؤكدا أن الولايات المتحدة لاتزال أسيرة القبضة الإسرائيلية، خاصة أن هناك العديد من المواقف التى تثبت وتبرهن أن تل أبيب لديها وسائل للضغط على واشنطن أكثر بكثير مما يمكن أن تضغط به الولايات المتحدة على إسرائيل.
وأضاف أن المفاجأة الحقيقة فى انتخابات اليونسكو كانت فى الموقف الأوروبى، منوها بأنه كان يجب أن يكون أكثر اعتدالا، خاصة أن فرنسا لعبت دورا مهما فى إسقاط ترشيح فاروق حسنى، معتبرا أن نتيجة الانتخابات تكشف عن تراجع الدور المصرى فى آسيا وأمريكا اللاتينية.
واعتبر الكاتب والروائى إبراهيم أصلان وصول المرشح المصرى للجولة النهائية فى انتخابات اليونسكو أمرا مشرفا، لافتا إلى أن التكتلات ذات الطابع السياسى هى التى سيطرت على أجواء انتخابات المنظمة، بالإضافة إلى ممارسات المندوب الأمريكى فى المنظمة والتهديد بالتوقف عن دعم المنظمة وتخفيض المعونات عن دول العالم الثالث.
وأشار الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إلى أن نتيجة الانتخابات تعتبر (صدمة ثقافية وحضارية لليونسكو)، موضحا أن هذه الانتخابات كشفت عن أن المنظمة تعمل بنظرية الكيل بمكيالين، من خلال اختيار مرشح غربى ليست له أى أبعاد ثقافية، وذلك لاستبعاد مرشح عربى يعتبر أكثر المرشحين ثقافة.
وقال جابر عصفور، رئيس المركز القومى للترجمة، إنه كان من الواضح أن إسرائيل لم تكن تسمح بفوز مرشح عربى فى ظل الخطوات المستمرة لتهويد القدس، خاصة أن دور مدير منظمة اليونسكو الحفاظ على التراث.
وأكد عصفور أن إسرائيل بذلت كل ما فى وسعها لإقصاء فاروق حسنى عن المنصب، معتبرا أن التفاؤل بوجود أوباما هو (تفاؤل كاذب لن يغير شيئا، خاصة فى ظل التمييز من قبل الغرب ضد العرب والمسلمين).
وأكد الدكتور وحيد عبدالمجيد، الخبير الاستراتيجى، أن تحالف الولايات المتحدة مع دول الاتحاد الأوروبى ضد فاروق حسنى مرشح مصر والعرب لهذا المنصب، يعكس التناقض الواضح بين خطاب الرئيس الأمريكى فى القاهرة، الذى وجهه إلى العالم الإسلامى وموقف الولايات المتحدة فى انتخابات اليونسكو، مشيرا إلى أن هذا التناقض يظهر الموقف المعادى من الولايات المتحدة والغرب ضد العالمين الإسلامى والعربى.
وقال عبدالمجيد إن هزيمة حسنى فى انتخابات اليونسكو كانت متوقعة بعد انتهاء الجولة الثالثة من التصويت، حيث ظهر اتجاه الولايات المتحدة والدول الغربية إلى إعادة ترتيب خريطة الانتخابات بشكل واضح ضده، مؤكدا ممارسة هذه الدول ضغوطا مكثفة على بعض الدول لعدم ترشيحه.
من جانبه، قال ضياء رشوان، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه لا يريد تناول ما حدث مع فاروق حسنى من ناحية وجود تناقض بين خطاب أوباما وما حدث فى اليونسكو، مضيفا: الموضوع ليس أوباما وموقفه من العالم الإسلامى، وإنما الأسوأ من ذلك موقف أوباما والغرب من حليف لهما داخل العالم الإسلامى وهو فاروق حسنى. | |
|
| |
mo7amed Admin
تاريخ التسجيل : 26/11/2008 عدد الرسائل : 2000 العمر : 34 الدولة : مصر العلم : المزاج : الاوسمه : نقاط : 4070 السٌّمعَة : 18 دعاء :
| موضوع: رد: اكبر موضوع و تغطية شاملة حول معركة منظمة اليونسكو و خسارة الوزير المصرى فاروق حسنى 2009-09-25, 5:37 pm | |
| دبلوماسيون: (الخارجية) أدت واجبها على أكمل وجه لدعم (حسنى).. والتفكير فى الانسحاب من (اليونسكو) أمر مستبعد
جددت خسارة فاروق حسنى، وزير الثقافة، المرشح لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، التساؤل عن مدى فعالية دور وزارة الخارجية فى دعم حسنى خلال الانتخابات، وردود الأفعال التى يمكن أن تتخذها الوزارة ردا على تحالف الدول الأعضاء فى المكتب التنفيذى للمنظمة ضد المرشح المصرى.
واتفق عدد من مساعدى وزراء الخارجية السابقين على أن وزارة الخارجية فعلت (أقصى ما يمكنها) لإنجاح حملة دعم وزير الثقافة لليونسكو، معتبرين أن التفكير بانسحاب مصر من المنظمة، ردا على تحالف المصالح الأوروبية ضد المرشح المصرى، أمر (بعيد الحدوث)، ويرى السفير سيد قاسم المصرى، مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون المنظمات الدولية، أن مجرد تفكير الخارجية فى أمر كهذا يضع الأمور فى أكبر من نصابها، معتبرا أن الدولة اهتمت أكثر مما يجب بمسألة ترشيح فاروق حسنى، و(إننا فى النهاية حصلنا على نتيجة مشرفة جدا بوصولنا إلى الجولة الخامسة والخسارة بفارق أصوات لا يكاد يذكر).
من ناحيته، شدد السفير سيد أبوزيد عمر، مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العربية والشرق الأوسط، على فعالية دور الخارجية المصرية فى انتخابات اليونسكو، قائلا إن الوزارة متمرسة فى خوض مثل هذه المعارك، وإجراء الاتصالات على المستويات الدبلوماسية العليا.
ووصف عمر دور الخارجية بأنه (مثير للإعجاب) بصرف النظر عن النتيجة التى حدثت، موضحا أن الأمر لا يقتصر على الاتصالات ومحاولات الإقناع العاطفية، ولكنه يرتبط بمصالح الدول الكبرى، مؤكدا أن فوز أو خسارة مصر بالمنصب لن يضيف إلى مكانتها الثقافية، خاصة أنها تحتل مناصب فى البنك الدولى وغيرها من المنظمات ربما لم تحظى بها دول أخرى.
ورأى السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، أن (الإعداد الجيد الذى بذلته الخارجية هو ما أدى إلى فوز فاروق بالأصوات حتى المرحلة الخامسة)، مشيرا إلى أنه لولا تلك الجهود ما كان وصل إلى هذه المرحلة.
اختلاف حول تأثير علاقة إسرائيل بـ(اليونسكو) فى خسارة المرشح المصرى
فى ١٦ سبتمبر ١٩٤٩ انضمت إسرائيل إلى هيئة اليونسكو، وفى كلّ سنة، تقوم وكالة التنمية الدوليّة الإسرائيلية بالمشاركة مع مجلس التعليم العالى بتمويل أكثر من ٢٠ منحة دراسية مع اليونسكو، وفى عام ٢٠٠٥، انتُخبت إسرائيل عضواً فى لجنة التراث العالمى، وهو العام نفسه الذى سجلت فيه التلال التوراتية مجيدو، وهازور، وبئر سبع وطريق البخور - مدن صحراء النقب - ضمن قائمة التراث العالمى، وسبقها فى التسجيل مدينة عكا القديمة ومصعدة عام ٢٠٠١، ومدينة تل أبيب البيضاء عام ٢٠٠٣، وتبعتها الأماكن البهائية المقدسة فى حيفا والجليل الغربى عام ٢٠٠٨، والمثير أن كل هذه الأماكن تم تسجيلها فى عهد اليابانى كوشينو ماتسورا، الذى تولى رئاسة اليونسكو منذ عام ١٩٩٩ حتى ٢٠٠٩. وفى عام ٢٠٠٣ حاولت إسرائيل تسجيل بعض المواقع الأثرية فى مدينة القدس ضمن قائمة التراث العالمى، وهو ما واجه رفضاً تاماً من جانب هيئات الآثار العربية.
وقال زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، إن (منظمة اليونسكو ولجنة التراث العالمى منظمات ضعيفة لا تعنينا بشىء طالما هى منحازة لإسرائيل على حساب الحق العربى).
ولكن تسجيل آثار فى إسرائيل ضمن قائمة التراث العالمى، وعلاقة الدولة العبرية سياسياً بمنظمة مستقلة تابعة للأمم المتحدة كانت دائماً موضع تساؤل للكثيرين، وهو ما فسره السفير حسن عيسى، مدير إدارة إسرائيل فى وزارة الخارجية سابقاً، وقال لا يوجد منظمة أو هيئة تابعة للأمم المتحدة مستقلة، أو تعمل لصالح الدول الأخرى). وأضاف عيسى: (السبب الثانى الذى يؤكد أن هذه المنظمات غير مستقلة، هو أن الولايات المتحدة الأمريكية تسيطر عليها بالكامل).
إلا أن الدكتور عماد جاد، رئيس تحرير مجلة مختارات إسرائيلية، اعتبر أن علاقات إسرائيل ليست قوية مع اليونسكو، مستدركاً: لكن علاقة تل أبيب قوية مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وهو ما يؤثر على قرارات المنظمة. | |
|
| |
mo7amed Admin
تاريخ التسجيل : 26/11/2008 عدد الرسائل : 2000 العمر : 34 الدولة : مصر العلم : المزاج : الاوسمه : نقاط : 4070 السٌّمعَة : 18 دعاء :
| موضوع: رد: اكبر موضوع و تغطية شاملة حول معركة منظمة اليونسكو و خسارة الوزير المصرى فاروق حسنى 2009-09-25, 5:40 pm | |
| المؤامرة! من المبكر جداً أن نحدد من هو يهوذا الاسخريوطي الذي خان فاروق حسني؟ من هما الدولتان اللتان انسحبتا من تكتل أصواته ال 29 وانضمتا إلي البلغارية بوكوفا ليرتفع رصيدها إلي 31 صوتاً ويتقهقر حسني إلي 27 صوتاً فقط؟.. هل كان في معسكر الأصوات المصري (حصان طروادة) زرعه المندوب الأمريكي لدي اليونسكو (دي كيليون) لينسحب في توقيت حرج ويعطي الصوتين للمرشحة البلغارية ايرينا بوكوفا.. أم أن دولتين من المؤيدين لحسني امتنعتا عن التصويت في الجولة الخامسة وهو ما يرجحه كثيرون؟! ولا أحد يعلم أيضاً الجائزة التي حصل عليها (الخونة) من قوي الشر؟ هل وعدوهما بمنصب كبير في المنظمة الدولية بعد خسارة حسني! أم أن الوعد انحسر في حساب سري بأحد بنوك سويسرا أو منزل صيفي في دولة غربية أو شرقية؟!
وبعيداً عما جري وقبل أن أعود لتكتيك المنافسة الذي يطلقون عليه في السياسة الدولية (خيول الإنهاك) يهمني القول إن أهم ميزة في خسارة فاروق حسني لانتخابات اليونسكو أن الفريق المصري المكون من وزارات الخارجية والتعليم العالي والثقافة خاض المعركة بحرفية شديدة وتخطيط جيد منذ البداية.. كانت هناك حملة ضد فاروق حسني شخصياً وأطلق السفير الأمريكي في اليونسكو "كيليون" بعد الجولة الأولي وصفاً مستفزاً علي المرشح المصري عندما أكد أنه ليس (رجل المرحلة). لكن الفريق المصري صمد وقاتل. كان تكتيك واشنطن وأوروبا هو الإحاطة بفاروق بمرشحين ينطلقون ثم يتخلفون ويدفعون غيرهم للحاق به بعد أن يمنحوهم أصواتهم.. يطلقون علي هذا الأسلوب (خيول الإنهاك) وهو مقتبس من سباقات الخيل في بريطانيا التي تشهد (مقامرات) ورهانات كثيرة ويتم فيها التربيط مع (الجوكيه) لإنهاك الفرس الأساسي وذلك حتي يتقدم واحد من الخلف ويكون له قصب السباق ويطلقون عليه "الحصان الأسود" لأنه حقق مفاجأة.. بينما الحقيقة أن المفاجأة تكون معروفة بين أوساط (الجوكيه) وموظفي مكاتب المراهنات الذين يلاحظون ارتفاع الرهان علي خيول مجهولة وانخفاضها عن المرشحين. وهذا هو تقريبا ما حدث.. كان هدف مصر معرفة من الذي التزم بكلامه أو تعهده معنا.. والحقيقة أن الالتزام لم يكن 100%.. كان معنا التزامات كتابية وشفهية قبل بدء الاقتراع 31 صوتاً. لكن النتيجة في الجولة الأولي كانت 22 صوتاً فقط.. ثم ظلت تزيد في الجولات التالية ل 23 صوتاً ثم 25 ثم 29 وهذا يعني أننا اما استعدنا أصوات من وعدونا أو حققنا اختراقاً في تكتلات لم تكن معنا منذ البداية.. وفي الحالين حقق المصريون الفوز حتي الجولة الرابعة.. وأهم ما في هذا الفوز أننا لم نخسر أصواتاً من "معسكرنا" إلا الصوتين في الجولة الخامسة!.. والمعني أن أصدقاءنا ظلوا بجوارنا حتي الموقعة الفاصلة وهذا مكسب. لكنه ليس كل شيء. الأصدقاء والخصوم تعالوا نعدد مكاسب مصر من هذا التنافس القوي فنقول إنه أكد أن القاهرة كدولة كبري وعاصمة ثقافية من أهم العواصم العالمية لها أصدقاء وضدها خصوم.. الأصدقاء الذين يؤيدون مصر بخلاف الدول السبع العربية الأعضاء في المجلس التنفيذي لليونسكو كانوا - باجتهاد شخصي - الصين والهند وباكستان وفرنسا وايطاليا واسبانيا واليونان والبرازيل وكوبا وفنزويلا.. إذن الاصوات المضمونة كانت 17 صوتاً فقط.. وهذا يعطي دلالة واضحة ومؤشراً صريحاً علي أن الاتحاد الإفريقي وعد ولم يف بوعده.. ربما نكون حصلنا علي أربعة أصوات أو أقل. لكننا بصراحة فقدنا الترجيح الإفريقي الذي كان كفيلاً بحسم الأمور.. كان لإفريقيا أصوات من بنين وساحل العاج والكونغو وأثيوبيا ومدغشقر والنيجر ونيجيريا والسنغال وجنوب إفريقيا وتوجو وأوغندا وتنزانيا وزامبيا.. أي 13 صوتاً داخل المجلس التنفيذي لليونسكو كان يمكن لو حصل عليها فاروق أو علي سبعة منها علي أقل تقدير أن يفوز مرتاحاً.. لكن العرف السائد أن الأفارقة كثيراً ما يعدون ولا ينفذون ما وعدوا به.. أو يربطون موافقتهم بأشياء أخري. المؤامرة الحقيقية كانت من أوروبا.. ولعبتها بعنصرية شديدة.. قالوا إنهم أصحاب فكرة إنشاء المنظمة ولم يحصلوا علي رئاستها إلا 3 مرات فقط من تسعة رؤساء والمرة الرابعة للبريطاني هكسلي لا تحتسب لأنها استمرت عاماً واحداً.. لذلك فإنها من حقهم بعد الأمريكان والمكسيك واليابانيين والأفارقة. يقول مقربون من عملية التصويت إن ألمانيا خاضت ومعها النرويج وصربيا وألبانيا وبلغاريا وليتوانيا حرباً ضد المرشح المصري.. ويبدو أن هذه المجموعة من الدول ترتبط مع ألمانيا بعلاقة خاصة فهي أيضا التي تحفظت علي مشروع الاتحاد من أجل المتوسط وكانت ألمانيا تقود جبهة الرفض له.. والمعروف أن الاتحاد من أجل المتوسط الذي ترأسه مصر وفرنسا لاقي معارضة شديدة من ألمانيا. وسادت فترة من برود العلاقات بين مصر وألمانيا بعدها خصوصاً بعد التصريحات التي صدرت من المستشارة الألمانية حول عملية السلام وغيرها. الكتل التصويتية في المجلس التنفيذي لليونسكو للقارات الخمس كانت 10 أصوات لأمريكا اللاتينية و7 أصوات للمجموعة العربية و13 صوتاً لإفريقيا و14 صوتاً لأوروبا و10 أصوات لآسيا وأربعة أصوات لاستراليا والأوقيانوس و10 أصوات لأمريكا اللاتينية. وقد حصل حسني علي المجموعة العربية كلها وعدد من أصوات كل قارة داخل المجلس التنفيذي لليونسكو. كانت الخطة العربية لترويج وزير الثقافة تعتمد علي شيء أساسي وهو أنه خير ممثل للجنوب.. وأنه قد حان الوقت أن يكون علي رأس المنظمة في هذا التوقيت الزمني شخص يمثل العالم الثالث ويعبر عن التسامح والتواصل مع الحضارات الأخري ويسير باليونسكو إلي أهم مراحلها وهي مرحلة التقريب بين الحضارات وإزالة عوامل العنصرية والتعصب وإلغاء أفكار العنف والتصادم والتطرف. | |
|
| |
mo7amed Admin
تاريخ التسجيل : 26/11/2008 عدد الرسائل : 2000 العمر : 34 الدولة : مصر العلم : المزاج : الاوسمه : نقاط : 4070 السٌّمعَة : 18 دعاء :
| موضوع: رد: اكبر موضوع و تغطية شاملة حول معركة منظمة اليونسكو و خسارة الوزير المصرى فاروق حسنى 2009-09-25, 5:42 pm | |
| القدس تسألني عن التأثير اليهودي السلبي ضد حسني فأقول لك إنه كان في ظاهره ضد (شخصه) ولكن في باطنه وعمقه كان ضد العرب!! الهجوم علي حسني لم يكن فقط لمحاولة دمغه بأنه معاد للسامية. ولكن حتي لا يتولي عربي رئاسة اليونسكو ويعمل علي تنفيذ القرارات السابقة الخاصة بالقدس والحفاظ علي هويتها العربية والثقافية وحماية آثارها من الاعتداء اليهودي السافر عليها وهذه نقطة جوهرية.. إسرائيل لا تريد لمدير اليونسكو القادم أن يضع أمامها شروطاً قاسية للانضمام إلي عضوية المجلس التنفيذي لليونسكو ذات ال 58 عضواً.. إنه الخوف والهلع الإسرائيلي ليس من معاداة السامية ولكن من أن تحدث الثقافة العربية أثرا في العالم. وهو الأثر الذي ربما يساهم في تغيير الرأي العام العالمي الذي اقتنع لفترة طويلة بأفكار خاطئة عن الصراع العربي الإسرائيلي. وخشية أن يقنع حسني العالم بأن فلسطين عربية ولم تكن يوماً يهودية كما تشيع إسرائيل! هذا هو ما تخشاه تل أبيب فعلاً وليس مجرد اتهام بحرق الكتب أو غير ذلك من صرخات المتطرفين اليهود التي اندلعت في العالم كله تطالب برأس حسني.. هذا هو السبب الحقيقي وهو ألا يكون للقدس موقع في ثقافة العالم باعتبارها مدينة (عربية) وهو السبب الرئيسي والمباشر للسقوط المشرف لحسني في انتخابات اليونسكو مع احترامي لكل من اجتهد وحاول في تحليل أسباب الإخفاق. وبقدر ما أنا حزين علي فقدان الوزير حسني لهذا المنصب الرفيع إلا أنني سعيد لأن العرب استطاعوا العمل كمجموعة واحدة ونجحوا حتي الجولة الرابعة في تأمين الأصوات وكلفوا السعودية بالاتصال ب 3 دول بآسيا وأربع في أمريكا اللاتينية واثنتين في أوروبا للتحرك من أجل منع فقد الأصوات في الجولة الحاسمة.. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. سيدة المرحلة وأعود للمعركة فأقول إن الأمريكيين والأوروبيين قدموا وجوهاً كثيرة لشغل الرأي العام العالمي بهم مثل فالدنر النمساوية وإيفون عبدالباقي الإكوادورية. بينما كان الرهان الأساسي علي بوكوفا البلغارية.. ولذلك أسباب فهي أصغر المرشحات سناً (57 عاماً) وعليها اجماع افريقي من الدول الافريقية التي تتحدث الفرنسية وتتحدث بلغة فرنسية رفيعة وتجيد الانجليزية باللكنة الأمريكية وقد درست في جامعة مريلاند الأمريكية لمدة عامين وهي الوحيدة في المرشحين التي حصلت علي شهادتها الدراسية من أمريكا.. والوحيدة التي كان لها نشاط سياسي مناهض للشيوعية قبل سقوط الاتحاد السوفيتي عام ..1992 وقد ظلت بوكوفا ناشطة سياسية من سن الثانية والثلاثين ضد الحكم الشيوعي لأوروبا الشرقية. كما أن جزءاً من رسالتها التي حصلت بها علي درجتها العلمية من جامعة مريلاند كان عن عيوب النظم الشمولية وكيف تحمل بذور سقوطها.. وكانت أمريكا وأوروبا تردان علي الدعوة بأن يكون حسني أول عربي للمنظمة بالقول إن بوكوفا تستحق أن تكون أول امرأة ترأس المنظمة. إذن أمريكا (سيست) معركة اليونسكو.. والمنصب لا يمكن أن يكون سياسياً لأنه في الأصل ثقافي. هل مارست واشنطن الابتزاز وهددت بأن تمنع تمويل المنظمة (أمريكا تقدم 50% من اعتمادات المنظمة) مثلما فعلت أثناء رئاسة مختار أمبو الافريقي الصومالي لمدة 19 عاماً؟.. كان خطأ أمبو انه هاجم إسرائيل فأدخلت واشنطن المنظمة النفق المظلم. ومع ذلك فإن هذا الرجل العظيم استطاع تقديم أروع مشروع للمنظمة في عمرها البالغ 63 عاماً وهو إنقاذ آثار النوبة.. لم تستسلم المنظمة للمقاطعة الأمريكية وخشيت واشنطن أن يتكرر ذلك فتضيع هيبتها مرة أخري في وقت هي أحوج ما تكون إليه. علي أية حال الدور السعودي في تأييد فاروق حسني كان لافتا للأنظار. فقد كان هناك تعهد بتمويل المنظمة إذا ما انسحبت أمريكا بشرط أن تكون محايدة. وأعتقد أن هذا ما لا ترضاه واشنطن.. ولا تقبل أن تبقي علي الحياد. التدخل الرئاسي المصري كان هاماً كذلك وتم تحويل أصوات دول - خصوصاً في أمريكا اللاتينية وآسيا - لصالح فاروق حسني وذلك في الجولة الرابعة التي اشتد فيها تكسير العظام وخطف الأصوات وإقناع كثيرين بالامتناع عن التصويت إذا كانوا مازالوا مصرين علي المرشح المصري. ولعبت أمريكا بكارتها الأخير عندما قالت - ومعها ألمانيا - إن مدير اليونسكو يجب أن يعرف الكثير عنها وهو ما يتوفر لبوكوفا وليس لحسني فقد عملت سفيرة لبلغاريا في اليونسكو أعواماً طويلة وخدمت كمفوض فوق العادة بالمجلس التنفيذي للمنظمة (8 سنوات) وممثلة لبلادها لمجموعة الدول الإفريقية والأوروبية الناطقة بالفرنسية.. باختصار فهي تعرف اليونسكو ككف يدها. .. وبعد.. تسألني عما ينقصنا لنكون عالميين.. وأقول ينقصنا الاستثمار في صناعة الصحافة العالمية.. رجال الأعمال المصريون مطالبون بأن يمتلكوا صحفا في الخارج بدلا من الطائرات والفيلات والقصور.. لقد حان الوقت أن يكون لمصر صحف تشكل الرأي العام في الغرب ومحطات تليفزيون ولوبي سياسي يحترمه الناخب الأوروبي والأمريكي. إن جزءا كبيرا من ثقل إسرائيل يكمن في أنها تستطيع التأثير في نتائج انتخابات الحكومات في أوروبا. كما أن لها صحفاً تتحدث باسمها ومواقع إلكترونية كثيرة. وأعتقد أن مصر تستحق أن يدافع عنها في الخارج من يأكل (بغاشتها) علي أرضها.. وبدلا من الصحافة الخاصة التي ننفق عليها لتشوه مصر ما المانع أن يكون لدينا صحف عالمية لا تطبل لنا ولكن تقول الحقيقة وتكشف المؤامرات وهو ما نحتاجه بشدة؟. | |
|
| |
mo7amed Admin
تاريخ التسجيل : 26/11/2008 عدد الرسائل : 2000 العمر : 34 الدولة : مصر العلم : المزاج : الاوسمه : نقاط : 4070 السٌّمعَة : 18 دعاء :
| موضوع: رد: اكبر موضوع و تغطية شاملة حول معركة منظمة اليونسكو و خسارة الوزير المصرى فاروق حسنى 2009-09-25, 5:44 pm | |
| تفاصيل الساعات الحاسمة قبل هزيمة فاروق حسني [size=16]صرح وزير الثقافة المصري فاروق حسني في مطار القاهرة فور عودته من باريس بأن فشله في الفوز بمنصب المدير العام لليونسكو يؤكد أن هذه المنظمة أصبحت (مسيسة).
وأضاف: أن السفير الأمريكي كان يتصرف بقوة بكل ما يمكنه من إمكانات لمنعي من الفوز بالمنصب.
نجحت الضغوط الشديدة التي مارستها الدول الكبري واللوبي اليهودي في إسقاط وزير الثقافة فاروق حسني في المعترك الدولي لاختيار مدير عام لمنظمة اليونسكو، وفشلت الجهود العربية والإسلامية في ترجيح كفة المرشح المصري لتفوز بدلاً منه المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا.
وشهدت الجولة الأخيرة- الخامسة- تفوق مرشحة بلغاريا علي الوزير المصري بفارق صوتين فقط لتحصد 31 صوتاً مقابل 29 صوتاً لحسني، وترددت أنباء عن انتقال دولتين أفريقيتين من معسكر المؤيدين لوزير الثقافة المصري إلي فريق مؤيدي بوكوفا بعدما استخدمت الدولة المانحة سلاح المعونات لحشد الدول الأفريقية الفقيرة خلف المرشحة البلغارية التي أصبحت مرشحة الاتحاد الأوروبي أيضاً بعد انسحاب مرشحتي ليتوانيا والنمسا.
وحاولت الدول العربية النفطية أن تستخدم سلاح المال أيضاً من أجل مساندة المرشح المصري وذلك عن طريق تقديم وعود بدعم المنظمة مادياً والتكفل ببعض التزاماتها حال نجاح المرشح المصري، كما حاول الرئيس حسني مبارك أن تدخل شخصياً في المعركة الدعائية عن طريق الاتصال بملك إسبانيا وطلب صوت بلاده ومباركتها ترشيح حسني، لكن هذه الجهود لم تؤت أكلها ليخرج أعضاء الوفود العربية من قاعة التصويت وعلي وجوههم الوجوم بعدما تأكدوا أن الدول الكبري مازالت علي عهدها القديم الذي ينظر إلي العرب والمسملين نظرة دونية وتعتبرهم أقل من أن يجلسوا علي مقعد القيادة.
وتوالت ردود الأفعال المتبانية منذ إعلان النتيجة، إذ اعتبر المثقفون المصريون النتيجة مشرفة، ولا تدين مصر ولا مرشحها بقدر ما تدين عنصرية دول الشمال، حيث قال الكاتب الكبير يوسف القعيد إن النتيجة مفاجئة بكل المقاييس بالنظر إلي نتائج الجولات السابقة، لكنها تثبت تكتل دول أوروبا والولايات المتحدة ضد الدول الأفريقية الآسيوية اللاتينية التي تعرف بدول الجنوب، مضيفاً أننا يجب ألا نضخم وجود إسرائيل وتحولها إلي وحش لأنها ليست السبب الرئيسي في خسارة المرشح المصري، أما الدكتور أحمد كمال أبوالمجد - نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان- فطالب بالتعقل في رد الفعل حت لا نحسر علاقاتنا مع المجتمع الدولي. من جانبها احتفلت إسرائيل بهزيمة فاروق حسني وأكدت الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس ارتياحها لنتيجة انتخابات اليونسكو، موضحة أن فوز المرشح المصري كان سيمثل ضربة قوية لإسرائيل، نظراً لتصريحاته المعادية للسامية والتي توعد فيها بحرق الكتب العبرية الموجودة في مكتبة الإسكندرية، وأوضحت صحف تل أبيب أن المسئولين الإسرائيليين قدموا التهنئة للمرشحة البلغارية فور فوزها بالمنصب الرفيع.
وإسرائيل تحتفل بهزيمة المرشح المصري [size=16]لم تستطع وسائل الإعلام الإسرائيلية إخفاء حالة الفرحة البالغة التي سادت المجتمع الإسرائيلي بعد خسارة وزير الثقافة المصري فاروق حسني في انتخابات المدير العام لليونسكو، وبعنوان (المصري فشل في الفوز باليونسكو) قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية إنه بعد خمس جولات من الاقتراع انتصرت إيرينا بوكوفا- المرشحة البلغارية- علي منافسها المصري فاروق حسني، وعلي الفور قامت إسرائيل بمباركة المنتصرة بمنصب المدير العام.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها أن التليفزيون المصري بث نبأ خسارة حسني، مبرراً هذا الفشل بتدخل اللوبي اليهودي والولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأوروبية،
مثل النمسا وألمانيا، مستشهدة بتصريحات أدلي بها البروفيسور خاطر أبودياب في مكالمة للتليفزيون المصري من العاصمة الفرنسية باريس.
أما صحيفة (معاريف) فكتبت تحت عنوان: (مفاجأة: حسني خسر رئاسة اليونسكو) أن الوزير المصري الذي دعا إلي إحراق الكتب العبرية خسر في انتخابات رئاسة المنظمة الدولية لتفوز منافسته البلغارية.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلي أن المرشح المصري فشل مساء الثلاثاء في محاولته الأخيرة لانتخابه للمنصب.
| |
|
| |
| اكبر موضوع و تغطية شاملة حول معركة منظمة اليونسكو و خسارة الوزير المصرى فاروق حسنى | |
|