يصمت الكابتن حسن حمدي ـ رئيس النادي الأهلي ـ دهراً، وحين ينطق.. ينطق بمثل ما نطق في الجزائر من كلام لا محل له من الإعراب ولا من المسئولية التي اختار هو أن يتحملها حين أصر علي أن يرأس بعثة النادي الأهلي بنفسه.
حسن حمدي ـ رئيس أكبر أندية مصر شعبية وجماهيرية وتحقيقاً للألقاب ـ والملقب بوزير الدفاع أثناء لعبه في الفريق لم يحصل حتي وزير مواصلات في رحلته الأخيرة مع النادي الأهلي للجزائر للعب مباراة الذهاب ضد شبيبة القبائل الجزائري، ولم يتعلم من درس مباراة منتخب مصر مع الجزائر حين فرط سمير زاهر في حق مصر في مباراة الذهاب وما حدث فيها ليقابله تعنت شديد وتخطيط محنك من محمد روراوة (هو هاوة كما في قول علاء مبارك) في مباراة العودة ليفضح مصر كلها علي رءوس الأشهاد. حسن حمدي ذهب إلي الجزائر مطيباتي خواطر، ولم يذهب رئيساً.. ذهب لكي يطبطب ويدلع ولم يذهب ليقف بالمرصاد لأي محاولة لإهانة أبنائه، ولا نستبعد صدور ضوء أخضر أو تكليف ما من جهة أو أخري لرئيس الأهلي بالذهاب بنفسه للجزائر تفادياً لأي زلات يمكن أن تحدث تعكر صفو العلاقة التي يبدو الآن واضحاً وجلياً أن المصريين أحرص عليها من الجزائريين. رغم علم حسن حمدي بأن المباراة في ظروف استثنائية، ورغم كونه رجل إعلان في الأساس فإنه لم يتعلم تطبيق مبادئ التسويق والدعاية والإعلان في عمله في النادي الأهلي، ولو كان قارئاً جيداً للأحداث لطلب مرافقة مراقب من الاتحاد الأفريقي لبعثة الأهلي في تنقلاتها المختلفة في تيزي أوزو بدلاً من كلامه المضحك والمثير للسخرية عن إعطاء المراقب له عنواناً وهمياً في الجزائر ليظهر رئيس الأهلي أمام الجميع وكأنه سيمسك بطبلة ويبحث عن مراقب مباراة تايه ياولاد الحلال». حسن حمدي لم يصعد موضوع الطوبة في بدايته مثلما فعل منتخب الجزائر، ومثلما سيفعل الفريق الجزائري في مباراة العودة، «وادي دقني لو لم يفعلوا ذلك»، ورضي سيادته باعتذار ليس له أي وزن أو قيمة رغم ما تردد عن إصابة أسامة حسني في عينه، ورغم هراء صحف الفتنة في الجزائر مثل «الشروق» الجزائرية والتي تحدثت عن تهويل الأمر وعن كونه امتداداً للدراما المصرية ولكن في كرة القدم.
طيب.. ما الذي كان سيحدث لو صعد حسن حمدي من الموضوع في بدايته؟.. ألم يكن ذلك سيمثل ردعاً ما لما واكب أحداث المباراة؟، ولماذا لم يتقدم الأهلي بشكوي ضد الأمن الجزائري الذي ضرب وأهان لاعبي الأهلي في المباراة؟.. ولماذا صمت حسن حمدي ولم يتكلم إلا قبل عودته من الجزائر في مطار هواري بومدين حين قال ـ لافض فوه ـ نفس الـ«بقين الحمضانين» بتوع «لقد لعبنا في أجواء غير رياضية».. طيب وماذا فعلت أنت في هذه الأجواء غير الرياضية. ما فائدة قناة النادي الأهلي لو لم تكن تنقل تحركات النادي والأحداث أولاً بأول، وفي اللحظة التي كانت برامج الفضائيات وعلي رأسها القاهرة اليوم ومواقع الإنترنت الرياضية المختلفة تنقل أخبار رشق أتوبيس الأهلي بالحجارة كانت قناة النادي الأهلي الرسمية تعرض مباراة قديمة للأهلي دون أي إشارة من أي نوع، أو أي تغطية محترمة لما حدث.
حسن حمدي كذلك يتحمل جزءاً من الهزيمة ، ليس فقط لأنه سكت عن كل ذلك ودفع بفريق محطم نفسياً بسبب سياسة «إن صفعك علي خدك الأيمن أدر له خدك الأيسر»، لكن أيضاً لأنه ارتضي أن تمارس لجنة التعاقدات أسلوبها المخزي في التسابق علي لاعبين لا يفيدون الفريق في شيء، بينما يترك الاحتياجات الرئيسية للفريق الذي يظهر للأعورأنه يحتاج لتدعيم في خط الظهر وخط الهجوم، والغريب في الأمر أن فلوس الأهلي التي تقدر بالملايين حضرت في صفقة مثل صفقة جدو لمجرد خطفه من الزمالك ولم تحضر في صفقة مهاجم سوبر ولا في صفقة مصطفي كريم، ولم تفلح في إبقاء عماد متعب في الأهلي، بل جاء بلاعب اسمه عبدالحميد شبانة سيجلس كثيراً علي دكة الاحتياطي قبل أن يعار أو يباع العام المقبل علي أقصي تقدير واسألوا حسين علي وأحمد حسن دروجبا وغيره وغيره وغيره وغيره.
حتي فرانسيس، وهو بلغة ولاد البلد الذين يفهمون في الكرة (لعيب كتيان) جاء به حسام البدري نفسه من الدوري الأمريكي.
يا كابتن حسن حمدي.. أنت المخطئ، وهذه الرسالة باسم أهلاوية كثيرين مفقوعين ومحروق دمهم، وأنصحك بالتعاقد مع إبراهيم حسن قبل مباراة العودة لأن الشيخ هادي خشبة سيكتفي بالحسبنة، وحسبنا الله ونعم الوكيل